Sunday, February 2, 2014

الوَحِيدَةُ السَّاحِلِيَّةُ


الوَحِيدَةُ السَّاحِلِيَّةُ
محمد إبراهيم
_______________________

أَقُولُ لِلوَحِيدَةِ
أَنَا نُطْفَةُ رُوحكِ التَّائِهةِ.. شَغَبُ أَسْئلَتكِ فِي الطُّفولَةِ
خُروجُكِ مِنَ الْبَيْتِ مُتَأَبِّطَةً حَقِيبَةَ الأَمَلِ، وَعَوْدَتُكِ بِأُخْرَى.
تَقُولُ:
وَمَا الحُبُّ فِي الغُرْبَةِ؟
أَقُولُ: العِطْرُ لَا يَأبَهُ لِلمَكَانِ، يُخْرِجُ كَمَانَهُ وَيُغَنِّي..
فَتَتَأَرْجَحُ الغَيْمَاتُ فِي قَلْبِي
يَتَقَطَّعُ الحَنَانُ فِي جِدَارِهِ
وَطِفْلَةُ الفَضَاءِ تُلَوِّحُ لأُمِّهَا الأَرَضِ
فَيُنْزِلُنَا الغَيْثُ وَنَمْضِي.
وَنَمْضِي إِلَى عِرْفَانِ أَشْوَاقِنَا
تُسَبِّحُ الَّلوْحَةُ بِرَعْشَةِ الَّلوْنِ وَيَغْزِلُنِي السُّؤَالُ.

أَقُولُ لِلوَحِيدَةِ:
نَحْنُ القِرَاءَةُ الخَاطِئَةُ.. البَوْحُ المَجْرُوحُ وَالثِّقَةُ البَاطِلَةُ
نُمَزِّقُ دَفْتَرَ الأَلَمِ وَتُبْهِجُنَا الكَلِمَةُ النَّازِحَةُ
نَتَقَاسَمُ الحُزْنَ وَالرَّهَافَة..
تُهَنْدِسُنَا الفَوَاتِحُ بَالَّلوْحَةِ الثَّائِرَة.
وَأَشْدُو مُذْ غَيْمَتَيْنِ تَعْبُرَانِ البَّحْرَ للبنتِ السَّاحِليَّةِ
أَيُّنَا عُصْفُورَةٌ فِي سَرْجِ الرِّيَاحِ
تَخْفِقُ في صَدَفِ المِيَاهِ،
وَبَيْنَمَا نُغَنِّي..
كَانَ المَكَانُ يَتَأَوَّهُ، وَالمَسَافَةُ فِي صَمْتِنَا تَنَازُلِيَّة.
أَغْتَاظُ وَأُسَامِرُ الَّليْلَ
أَقُولُ يَا نَفَسُ.. يَا رِيعَان النَّبضِ في النَّدَمِ
الحُبُّ خِطَابٌ.. وَوَحْدَهُ الأَلَمُ يَشْجُبُ الأَلَمَ.

وَأَقُولُ يَا أَنْفَاسُ:
أَنْفَاسُ الحَبِيبَةِ مَسْأَلَةٌ
تُنَاغِمُ مُوسِيقَانَا، تَبْعَثُ فِي حَلاوَةِ اليُتْمِ
مَرْجَانَ الخَيْبَةِ وَمَهْرَجانَ الأَلَقِ
كَرْنَفَالَ الانْتِقالِ.. شَاعِريَّةَ التَّصَاويِرِ
وَجْهَكِ الَّذي يَتَجَنَّبُ مَرَارَةَ الأَسْئِلَة.
وَعَيْنَاهَا الذي أراني
صَوْتُهَا يَكْفِي لِأَنْ يُذِيبَ رُوحِي
وَأَنْ يُفْقِدَ أَحْلَامِيَ البَوْصَلَة.
صِرْنَا شُهُودَاً في المَرْحَلَةِ
ذُبْنَا فِي نُونِ الكَيْنُونَةِ
كُنْتُ افْتَرَضتُ ذَوَبانَ الحَواجِز..
اِئتلَاقَ رُوحَيْنَا وانْجِذَابَنَا للمخْيِّلَة.
يُقَالُ: "مِنَ الحُبِّ مَا قَتَلَ"
ذلك القَتِيلُ قَتَلَهُ صَبْرُهُ الجَمِيلُ
كَتَبَ وَصِيَّتَهُ، لكنَّ الهَوَاءَ لَمْ يُتِح لَنا فُرصةَ أَنْ نَقْرَأهَا..
لذا.. كيوبيد يَجْعَلُنَا نَتَكَبَّد العَاطِفَة.
21. يناير 2014م.

No comments:

Post a Comment