القَمَرُ العاطِرُ جَرَّحَنِي بموسيقى الاحْتِمَالِ، أَنْشَأَنِي على عِنَاقِ الحنانِ تَعَالَى• واقفٌ بجنونِ الظِّلِّ على مهرجانِ الخنوعِ، وقماشةُ الشوقِ تُرْهِفُنِي. أتلو تعاويذَ أنقاضي بمطمورةِ الغيابِ وأَشْقَى بتلاوةِ الرجاءِ، أَنْمُو بِزَعْمِيَ الكذوبِ جَبَالاً؛ قرنفلاً من الوعدِ يَرْسُو في جُذُوعِ الحنين. وشَجَرٌ من صَافِنَاتِ البَنَاتِ سَارَرَنِي بالنَّشيدِ ونَاشَدَنِي بفضَّةِ الرَّكْضِ احتفالا• وإذْ يتسلَّقُ الطَّيْفُ الْمُهَدَّجُ بنعناعِ خَوْفِي وُعُورَةَ اللَّحْنِ ويَدْنُو من عَرْشِ أغنيةٍ لك، سَيَجْلُو رُعُونَةَ النَّبْضِ لَوْنَاً ويَغْمُرُنِي اشتعالا• أَقْصَى جَنَّةٍ للجرحِ سَيِّدَةُ المدى ومفردةُ الجنوحِ، يلتحمُ الطريقُ بِعِطْرِنَا ويَعْبُدُهُ ثُمَالَة• وهَلْ كَيْف؟. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ يَأْخُذُكَ صفيحُ الكلامِ إلى طَرْقَةٍ تَطَأُ زلزلةَ البعيدِ، منذُ هجليجةِ القلبِِ تَنْقُصُها الدلالة؟• ثم العَادِيَاتُ وَزَّعْنَ مَبَاهِجَهنَّ على النَّهْرِ؛ أَطْلَقْنَ زَخَارِفَ الزّهو ولَمْ يَشْدُدْنَ أَحْلاَمَهنّ. أَخَذْنَنَا إلى لَمَعَانِ فَوْضَانَا نَثُوبُ إلى مَجْدِ الجنونِ مَنَالا• وقُلْنَ لي: أَنْ أُمَشِّطَ أَشْعَارِي، أَتَأَمَّلَ كيفَ أَتَرَنَّمُ بخديعةِ الرّهانِ/الهزيمة، وحاشيةُ التَّوَهَانِ تطلِقُ سهمَ القصيدةِ؛ تَنْفُذُ بأوجاعِها لِهِنْدَ التَّلُوكُ كَبِدَ الحقيقة.. وهُمْ لا يَلُوكُونَ غَزَالا• وبِطَانَةُ القَلْبِ؛ الغامضةُ؛ الحاجبةُ؛ رَعِيَّةُ الرُّوحِ تُنْزِلُ سَرْجَ أَفْرَاحِهَا، تُهَنْدِسُ هَشَّ أشكالِنَا، ونُؤَبِّدُ لها نَاقَةَ الرَّياحيِن الرَّطْبَةِ رَاتِبَاً صَفْوَاً.. يُجَلِّدُ حَوَاسَّنَا بالقلقِ؛ بِحِيَلِ الغُرْبَةِ، ويُبْهِجُنَا سُؤَالاَ•.
(2)
مُنْذُ صَبَاحَيْنِ، أَسِيحُ الآنَ في ذاتِ النَّهْرِِ؛ وفي النَّهْرِ أَحْمِلُ نَفْسِي مَوْجَةً مَوْجَةً وأُوَزِّعُنِي قليلاً على الأسئلة• أَكْبُرُ بِنْـتَئِذٍ، أُطَارِدُ أَحْلاَمِي بِمَا يَنْفُضُ عَنِّي غريزةَ الوَرْدِ وأَمْضِي دَائِنَاً بِأَوْرَاقِي، أَشْتِلُنِي هَديلاً بِدَفْتَرِ أحلامِها. وبِذَا الْحِبْرِ أذْرُفُ شَاهِقَ الوَلْوَلَة• أُثَرْثِرُ بالنَّبَاتِ الغَرِيبَةِ؛ بالغِنَاءِ الْمَجيدِ، وأَسْمُو بِفُسْتَانِ الْمُخَيّلَة• وبُسْتَانَاً بِبُسْتَانٍ يُتْحِفُنِي السَّرْدُ بِالْبَهْدَلَة•.
(3)
ذَيَّاكَ كُنْتُ جِيتَارَ الأَقَاصِي
أَهُشُّ الْمَعَادِنَ بِرَجْرَجَةِ النَّضَارَة•
ورُخَامِي مُجَعَّدٌ بَلِيغٌ
يُسَرْمِكُ الفِعْلَ بِالْحُطَامِ
إِذِ الأَصَابِعُ جَدِيرَةٌ بِالْمِيثُولُوجْيَا وعَمَاءِ الإشَارَة•.
(4)
وقَالَ ظَنِّي:
أَغْبَشُ.. مُضَرَّجٌ بِلَعْنَةِ المزَاجِ ومُتْلَفٌ بِأَعْصَابِ السَّوَاحِل،
ونُقَّارَةُ الجنوبِ العَنيدةُ تُجَسِّدُ يَقَظَاتِكَ الشَّارِدَة•
فَيَا تَلْفَحُ بَذَاءَةَ الأَعَالِي
أوَ تَعْلَمُ كَيْفَ تُجَدْلِنُ الرُّوحَ في الرَّجْفَةِ البَارِدَة؟•.
..................
أَبْقَى سَجِينَ عَنَاصِرِيَ الأَرْضِيَّةِ،
مُسَبِّحَاً بِفِلْزَاتِ الأَعْمَاقِ أَنْمُو وأَغْلِي
تَهْطُلُ البَنَاتُ العَنَاصِرُ
ويُصَنْفِرْنَ جِلْدَ التَّجَلِّي.
(5)
|حِينَ عَادَ النَّشَادِر|
ويَا أَهْلَ قَلْبِي تَعَالُوا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاء
نَرْعَى مِزَاجَ أَحْلاَمِنَا، نُجَدِّدُ خُضْرَةَ حِنَّائِنَا النَّابِتَة
نُعَبِّئُ أَقْمِصَةَ الشَّهْوَةِ بالعُشْبِ؛ سُمْرَةُ حَاسَّتِنَا الأَكِيدَة•
النَّدَى يُعَزِّزُ البَقَاءَ فِي الْمَجَرَّةِ
والقَلْبُ يَهْدِلُ بالقَصِيدَة•.
(6)
ويَأْسِرُونَكَ بِالفِتْنَةِ؛ بِمِضْمَارِ الرَّغْبَةِ، وتَهْتُفُ: (فِيْهَاْ لُوْنْ مُسْتَهْبِلْ جِدَّاً... مَلْيَانْ ضَحْكَةْ وأَسْمَرْ)، وأَنَا مُبْتَلٌّ بِالبَنَاتِ مِنْ يَاقَتِي؛ مُبْتَلٌّ بِحِصَارِي•. مَسَانِدُ التَّرَاخِي الضَّامِرَةُ تَشُدُّنِي للجُّمُوحِ، وهَا منَاخِيَ يَشْدُدُ زَايْجُوتَ الوَرْدَةِ؛ يَمُطُّ الْحَاسَّةَ لِلنَّبْتَةِ، ويَرُجُّ حَليبَ البَرَارِي•. ولَنَا الْمَشِيئَةُ الزَّاهِدَة، مُعَاهَدَاتُ وَقْفِ النَّزِيفِ عَلَى الْحَضيضِ، وجَهَالَةُ إيقاعٍ سَبَقْ، ويَأْخُذُنَا الوَقْتُ إلى خريطةِ الرُّؤيةِ الباهتة، إذْ تُقَسِّمُ الأقاليمَ بالقَلَقِ. سَيِّدَةُ الثَّقَلَيْنِ خَيْرُ مَن أُخْرِجَ للسَّرِيرَة..
ويَتُهَا القَصِيرَةُ لَوْ مَسَّنِي الرِّيحُ فُحْتُ بالعَبَق.
(7)
وقُلْ تَعَالُوا نُقَلِّب فِهْرِسَ البِنْتِ نَرَى قَمْحنا فيهَا ، نُعَبِّئُ فَقْدَنَا بِسَيْسَبَانِ الرَّهَافَةِ، نُمَسْرِحُ حَاسَّةَ البِنْتِ فِينَا ونُطْلِقُ العُبُودِيَّةَ النَّائِمَة• نَحْنُ الأَسْرَانَا بِالتَّرَاكُمِ، الزَّاوِيَةُ الْحَرِجَةُ والبديلُ المباغِتُ والرِّزْقُ التَّائِهُ ولا نَليقُ بالمكانِ وكُلُّنَا أَسْفَلَ القَائِمَة• ونَحْنُ أَبْجَدِيَّةُ الأَصْدِقَاءِ الْمُعَتَّقَةُ بالْمزاجِ اليَوْمِيِّ وسوءِ التَّعْبِئَةِ، والضَّمِيرِ الغَائِبِ لِحَبِيبٍ أَسَاسٍ، والفَضَيلَةُ الغَائِمَة• وأَذْكُرُ أَنَّا فِعْلَهَا النَّاقِصَ البَاطِنِيَّ، عقيدةَ القلبِ الشاهقِ ذائباً بالأباطيل•. ذاهبٌ فأَطْفَأَتْنِي الحديقةُ المهدهدةُ بالشهقةِ الأولى.. كَذَا زُمْرَةُ الْمَحَالِيل•.
ولَنَا بسكويتنا المشتَّتَ بالرَّعْشَة؛ قهوتَنا الْمُبَهَّقَةَ بالمديحَِ، والأكياسُ تُرْمَى في القمامةِ البائدة•. ونعلفُ حشائشَ الأفعالِ، ونعلنُ ذاتَنا بِرَايَاتِ الحماقةِ والطلقةِ الباردة•.
وهنَّ، أحب تَفَتُّحِي بالثِّمَارِ، كُرَات لأطفالِ الرغبة، وإنَّ الطُّبُولَ تَدُقُّ لأَسْمَرِ الجَّدِيد؛ تَدُبُّ تُؤَمْرِكُ فينا الحماسة. وإذا جاءَ اْعتلالي تكشَّفَ ثأري وابتذالاتُ كلامي وطَفِقْتُ أرقصُ والنسمةَ الهامسة•، وأَجْنَحُ للغريبِ مُسْتَعِرَاً بِحُرُوبِ الأعالي، وألْهَجُ بالقطنِ؛ بِتَدَخُّلِ أَجْنَبِيَّاِت البَنَاتِ والكَلِمَةِ الحاسمة•.